مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط نمذجا حيا للإصلاح (صور)

طبقا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد الشيخ الغزواني وتنفيذا لتعهداته باصلاح التعليم ، ظل معالي وزير التهذيب الوطني وأصلاح التعليم المهندس : محمد ماء العينين ولد أييه يواصل الليل بالنهار من أجل أن تكون المدرسة الجمهورية على مستوى تطلعات المواطن وتواكب متطلبات العصر وبدا الإصلاح من الجذور حيث ركز على مدارس تكوين المعلمين إيمانا منه بأن أي إصلاح للتعليم يجب أن يبدأ بالمعلم فهو حامل لواء التعليم وهو المربي الأول بعد البيت .

في هذا الإطار انصبت جل الجهود على مدارس تكوين المعلمين حاضنة المعلم الأولى وبدا الإصلاح منها فتمت مراجعة جميع البرامج للتأكد من ملاءمتها للإصلاح المنشود وتم استحداث العديد من البرامج الجديدة التي تعتمد المحاور الأساسية للإصلاح وتم إدخال الرقمنة واستحدث دليل للمكون .

من جهة اخرى تم تقليص مدة التكوين من ثلاث سنوات إلى سنتين سنة دراسية وأخرى تربص في ميدان التطبيق مع إقرار معدلات ملزمة للتخرج والتقويم وشروط جديدة لمزاولة مهنة التدريس.

كما تم اكتتاب مئة مكون من مختلف الإختصاصات سيتولون مهمة التدريس في مدارس تكوين المعلمين الأربعة .

كل هذا فضلا عن التحفيزات المستمرة للمعلمين مثل زيادة علاوة الطبشور وشموليتها واستحداث العديد من الأسلاك التعليمية من اجل خلق جو تنافسي بين الطواقم التعليمية يبعث على الجدية والأخلاص .

تنفيذا لهذه القرارات الهامة يسهر المدير العام لمدرسة تكوين المعلمين بالعاصمة انواكشوط الأستاذ : محمد الأمين ولد البان على تجسيد ها واقعا ملموس في مؤسسته فحولها بمثابرته وجديته وإخلاصه في العمل إلى معلمة تعليمية تحتوي على العديد من الفصول المجهزة بأحدث الوسائل التعليمية بالإضافة إلى إنشاء قاعة تتسع لمئة تلميذ وفي الأفق القريب سيتم بناء مدرج يتسع ل200 شخص .

وفي نفس الإطار اصبحت إدارتها تتولى سحب البحوث للطلاب مجانا .

كما أصبحت تمتاز بأكبر شيء مفقود في مؤسساتنا للأسف ألا وهو النظافة وحسن المناظر ففيها بساتين مزروعة بأنواع الأشجار والنباتات المثمرة مثل الموز والليمون والعنب واشاكل الخضروات .

هذه المدرسة تستعد الآن لتخريج أول دفعة مكونة وفق برنامج الإصلاح الجديد وقد سماها معالي الوزير محمد ما العينين ولد أييه

"دفعة المرحوم : عبد الله ولد مولد ولد داداه" اول مدير للمدرسة .

- هنا يجدر بنا ان نعطي نبذة مختصرة عن هذه المعلمة التاريخية التي ظلت شبه منسية خاصة في الإعلام ، رغم أهميتها ومحوريتها في بناء الأجيال .

فقد انشئت مدرسة تكوين المعلمين

أواخر ستينيات القرن الماضى وتحديدا سنة 1964، فى وقت كانت الدولةفى طور النشأة وفى أمس الحاجة ألى الأطر والكوادر الوطنية نظرا لامتناع جل السكان عن الانخراط فى التعليم النظامي كشكل من المقاومة الثقافية للمستعمر ، وكان أول مدير لها هو المرحوم عبد الله ولد مولود ولد داداه .

وقد شكل انشاؤها نقطة تحول كبير على طريق بناء الانسان الموريتاني وتكوين جيل من النخب قادر على النهوض بالبلد فخرجت اجيالا من الأساتذة والمعلمين والأطر السامية ، وساهمت فى عملية البناء الوطني بتوفير الكادر البشري المتمرس فى شتى مجالات الحياة إضافة إلى كوكبة من المربين الأفذاذ الوطنيين الذين استطاعوا رغم الظروف المادية وضعف الوسائل أن يساهموا فى عملية البناء والنهوض والرقي فكل الموجود حاليا من قادة وساسة وأطباء ومهندسين وموظفين عاديين هم حصاد وثمرة جهود خريحى مدارس تكوين المعلمين القديمة والحديثة.