باكستان تبدأ هجوما بريا ضد طالبان و«القاعدة» في شمال وزيرستان
الثلاثاء, 01 يوليو 2014 10:28

altأعلن الجيش الباكستاني، أمس، أنه أطلق هجوما بريا للقضاء على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في معقلهم الرئيس بالمنطقة القبلية شمال غربي باكستان، في مرحلة ثانية من حملة أطلقت قبل أسبوعين قرب الحدود الأفغانية. وقبل بدء هذا الهجوم البري في شمال وزيرستان، الذي سبقه قصف جوي استمر أسبوعين، نصح الجيش كل سكان هذه المنطقة القبلية بمغادرتها في أسرع وقت ممكن. ونزح نحو نصف مليون مدني، أي الغالبية العظمى من السكان، من المنطقة. وقال الناطق باسم الجيش الجنرال عاصم باجوا على حسابه على موقع «تويتر» للرسائل القصيرة إن الجنود بدأوا صباح أمس التوجه إلى المدن الرئيسة في شمال وزيرستان، بما فيها كبرى مدنها ميرانشاه «لتفتيش البيوت فيها». وأضاف: «بعد إجلاء كل السكان المدنيين، بدأت العمليات البرية اليوم في ميرانشاه. ودخل جنود إلى المدينة لتفتيش المنازل». وقال مسؤول عسكري آخر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجنود يتوجهون نحو السوق الأساسية في ميرانشاه هذا الصباح، بعدما دمروا مخابئ للمتمردين عبر قصف مدفعي». وأضاف أن «العملية تجري بواسطة الدبابات وآليات مدرعة أخرى»، مؤكدا أن «الجنود سيطروا أيضا على المستشفى المدني في ميرانشاه». وأكد مسؤول عسكري آخر أن «الهجوم البري بدأ في ميرانشاه ومير علي» المدينتين الرئيستين في شمال وزيرستان. وأضاف الجيش أنه قتل 15 متمردا في هذه التحركات الأولى على الأرض، وقال إن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح في هذه المواجهات. ومنذ إطلاق الهجوم في وزيرستان الشمالية في 15 يونيو (حزيران)، قتل 376 متمردا واستسلم 19 آخرون، وقُتل 17 جنديا بحسب الجيش. ولا تتوافر حتى الآن سوى حصيلة الجيش، لأنه يصعب التحقق من الأرقام من مصادر مستقلة، بسبب عدم إمكانية وصول صحافيين إلى المنطقة التي طلب الجيش منهم مغادرتها مع المدنيين. وأول من أمس، أعلن الجيش أنه قتل قائدا من حركة طالبان أبرز مجموعة متمردة في البلاد، واعتقل قياديا من «القاعدة». والهجوم الباكستاني أطلق بعد هجوم كبير شنه المتمردون على مطار كراتشي جنوب البلاد، مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص وشكل نهاية محاولات إجراء مفاوضات سلام بين الحكومة والمتمردين من حركة طالبان. ولم يواجه الجنود حتى الآن سوى مقاومة ضعيفة من المتمردين في شمال وزيرستان. وبحسب مصادر متطابقة، فإن الغالبية الكبرى من المقاتلين الإسلاميين غادروا المنطقة قبل بدء الهجوم، وعبروا إلى أفغانستان المجاورة، على غرار قسم من المدنيين. تسبب الهجوم بنزوح نحو 500 ألف من سكان شمال وزيرستان، أي الغالبية الكبرى من عدد السكان البالغ مليون نسمة. وغالبيتهم لجأوا إلى أقاليم مجاورة لا سيما في مدينة بانو المجاورة. وهذا النزوح في أوج فصل الصيف، الذي يتزامن مع بدء شهر رمضان تسبب بأزمة إنسانية وتوترات، لا سيما في بانو، حيث يقول اللاجئون إنهم تنقصهم المساعدات والأغذية. وقال جالات خان اللاجئ البالغ من العمر 43 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية، وكان يقف في الصف للحصول على حصة غذائية «أنفقنا كل أموالنا لاستئجار سيارات وغرف هنا». وأضاف: «قد لا يكون لدينا سوى الماء للإفطار». لكن آخرين يرون في حلول رمضان بداية أمل وسط الفوضى التي تعم المنطقة، مثل محمد عزيز (31 عاما)، الذي أضاع أربعة من أولاده التسعة في حالة الهلع التي عمت النزوح. وبعد أربعة أيام من القلق والصلاة، عثر أحد أقربائه عليهم. وبعد ذلك تماما وضعت زوجته مولودا أطلق عليه اسم عضب خان، في إشارة إلى اسم الحملة العسكرية الباكستانية. وقال عزيز إن «هذا سيذكرنا بكل المعاناة التي عشناها والفرح الذي جلبه هذا المولود الجديد». والهجوم ضد المقاتلين الإسلاميين في شمال وزيرستان المنطقة القبلية النائية والجبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان، تنتظره منذ فترة طويلة دول حليفة لإسلام آباد، مثل الولايات المتحدة والصين.