مائة يوم على تنصيب الرئيس .. ولا حكومة بعد
الثلاثاء, 06 يناير 2015 18:16

altيتمم الرئيس الأفغاني أشرف غني، اليوم (الثلاثاء)، يومه المائة في السلطة وهو لا يزال يسعى لتشكيل حكومة في وقت تهدد المراوحة السياسية بتأجيج التمرد الذي تخوضه حركة طالبان. وتم تنصيب غني المسؤول السابق في البنك الدولي في 29 سبتمبر (ايلول) بعد التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة مع خصمه عبد الله عبد الله، الذي عين رئيسا للحكومة اثر مأزق سياسي استمر لعدة اسابيع بعد الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 يونيو (حزيران). والصراع بين غني وعبد الله أدى الى توتر خطير بين مناصري الطرفين، وهدد بإحياء العداوات القديمة للحرب الأهلية الأفغانية بين مختلف الفصائل والاثنيات (1992-1994). وبعد مفاوضات طويلة تحت رعاية الامم المتحدة والدبلوماسية الاميركية، اعتبر غني فائزا وتعهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع منافسه. واعتبر حينها ان هذا الاتفاق يبعد شبح حرب أهلية كان يهدد البلاد، لكن سرعان ما اصطدم بخلافات حول توزيع الحقائب الكبرى مثل الداخلية والدفاع. وسلط المأزق حول منح ابرز الحقائب في الحكومة الجديدة الضوء على التحديات الملازمة لقيادة "حكومة وحدة" تم تشكيلها بعد انتخابات شابتها عمليات تزوير واثارت نتائجها خلافات. وانقضت عدة مرات المهل التي حددها غني بنفسه لتشكيل الحكومة ودعا الافغان الى التحلي بالصبر ريثما يتخذ قرارات شخصية جوهرية. وفي اليوم المائة لوصول غني الى السلطة اليوم، لم يتم تعيين أي وزير بعد بسبب عدم الاتفاق بين الرئيس وعبد الله. وبرر مسؤول كبير مقرب من غني التأخير في تشكيل الحكومة، مؤكدا انه سيتم الاعلان عنها قريبا. وقال "تم تحقيق تقدم كبير في المحادثات لتشكيل الحكومة". واضاف "تم انجاز التشكيلة تقريبا وسيتم الاعلان عنها على الارجح بحلول نهاية الاسبوع". ويأتي هذا الفراغ الحكومي في مرحلة حساسة مع انتهاء المهمة القتالية لقوات الحلف الاطلسي في 31 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بعد وجود استمر 13 عاما، وفي وقت تستغل حركة طالبان الامر لتكثيف عملياتها. وسيبقى حوالى 17 الف عسكري اجنبي في افغانستان هذه السنة من اجل تدريب قوات الامن الافغانية والقيام بمهمات محدودة لمكافحة الارهاب. كما تهدد المراوحة في تشكيل الحكومة بالتأثير على المساعدات الاساسية التي تحصل عليها افغانستان من دول مانحة. وبدأ غني ولايته بتوقيع اتفاق امني مع الولايات المتحدة والحلف الاطلسي في اليوم الاول من تولي مهامه، بعدما رفض سلفه حميد كرزاي اقراره. وأجاز الاتفاق الأمني بقاء قوة بقيادة الولايات المتحدة في افغانستان بعد انتهاء مهمة القوات الاطلسية في نهاية العام 2014، في خطوة تعتبر اساسية لدحر حركة طالبان. وحتى حركة طالبان سخرت من عدم التمكن من تشكيل حكومة، وجاء في مقال على موقعها الالكتروني "قد تكون الحكومة مجمدة!" مضيفة "انهم بحاجة للمزيد من الوقت الى حين ان يتحسن الطقس".

الشرق الأوسط