يُرصد في سماء الوطن العربي، مساء اليوم الخميس، ظاهرة فلكية وهي اقتران كوكب المريخ بنجم قلب الأسد بعد غروب الشمس والانتقال نحو بداية الليل فوق الأفق الغربي، في ظاهرة مُشاهدة بالعين المجردة، وسيظهر أيضا كوكب الزهرة في الجزء العلوي الأيسر أو الشرق السماوي.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة في بيان لها، أن نجم قلب الأسد باللون الأبيض سيكون أكثر إشراقًا من المريخ الخافت وسيفصل بينهما 0.6 درجة فقط ما يعني بأنهما سيكونان بالقرب من بعضهما البعض بدرجة كافية بحيث يمكن رصدهما معًا في مجال رؤية التلسكوب.
وأكد الدكتور أسامة محمود شلبية عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء جامعة بني سويف، ومدير مركز الفضاء بجامعة القاهرة، أن ظاهرة الاقتران بين الكواكب وبعضها أو مع النجوم متكررة، مشيراً إلى أن الاقتران هو وقوع جسمين سماويين أو أكثر، مثل: كوكب ونجم، أو كوكب وكوكب آخر، أو كوكب والشمس والقمر والأرض، على خط مستقيم.
وأوضح عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء لـ"الاتحاد" أنه عند رؤية هذه الأجسام السماوية من الأرض، نجدها تقع على خط مُستقيم، ولذلك يطلق عليها ظاهرة الاقتران، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة سوف تحدث مساء اليوم بين جرمين سماويين هما: كوكب المريخ ونجم قلب الأسد، وسوف يكونا الجرمين شمال أو جنوب بعضهما الآخر.
وأضاف: "بعد غروب شمس اليوم سوف نرى ظاهرة الاقتران، وسوف نشاهد كوكب المريخ أولاً بالعين المجردة حيث يكون في أفضل أحواله وسوف يكون خافتاً، ثم بعد نزول الشمس أكثر بعيداً عن الأفق، تبدأ السماء أكثر ظُلمة، وفي هذه الحالة نستطيع رؤية نجم قلب الأسد بالعين المجردة، الذي سيكون أكثر سطوعا من المريخ بحوالي 1.6 مرة، في حالة أن تكون ظروف الرؤية جيدة، أما إذا كانت غير جيدة فنحن بحاجة إلى تلسكوب".
ولفت "شلبية" إلى أن هذه الظاهرة تتكرر دائماً، ويتم حسابها في علم الفلك والفضاء بواسطة علم حساب المدارات، بحيث يتم حساب مدار كوكب المريخ مع حساب موقع نجم قلب الأسد، وبالتالي يتم تحديد متى يكونا على خط مستقيم، ومتى يحدث هذا الاقتران؟، مشيراً إلى أن الظواهر الفلكية ليس لها أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، مؤكداً أن مشاهدتها ممتعة ويحبها هواة علم الفلك والفضاء.
وأشار "شلبية" إلى أن علم حساب المدارات يُساعد في توضيح، هل هذه الظاهرة الفلكية من الممكن أن تحدث مستقبلاً؟، وهل الظروف الخاصة بها في المستقبل ستكون أفضل أو أقل وضوحاً؟، مؤكداً أن علم حساب المدارات، وهو من ضمن علوم الملاحة الفضائية، مُهم جداً للأقمار الصناعية والأجسام السماوية والرحلات الاستكشافية لكوكب المريخ والقمر.