تهنئة لرئيس الجمهورية والشعب بمناسبة مرور أربع سنوات من التنمية والإزدهار/مامون ولد احمدوا

تمر علينا هذه الايام ذكري تاريخية وعظيمة، هي الذكرى الرابعة لتولى فخامة رئيس الجمهورية مقاليد الحكم في البلد وتلك في الحقيقة مناسبة هامة للتأمل واستخلاص الدروس والعبر.
ذالك أن صاحب الفخامة بحكم تاريخيه الناصع والمجيد في مختلف المواقف لهو خير من يهنئ بهذه المناسبة الثمينة إذ إنه عايش وقام ببناء وتحصين درع الوطن وأسس نموذجا فريدا في الحكم، أرسى به إجماعا وطنيا لا تخطئه العين حول القضايا الكبرى والمصالح العليا للوطن الغالي.

كما أنه أعطى النموذج الفذ لرجل القيادة من الطراز الأول، إذ كانت عواطفه وأحاسيسه واهتماماته منصبة على هموم ومعاناة البسطاء والمهمشين والمغبونين مواساة ودعما وتكفلا، موازاة مع إطلاق الورشات الكبرى لإصلاح التعليم واستعادة مقومات اللحمة الوطنية إضافة إلى بناء قاعدة تنموية تستثمر مقدرات البلد من ثروة زراعية وحيوانية وسمكية ومعدنية...إلخ

تبرز ذلك شواهد البناء الشاخصة خلال السنوات الأربع من حكمه الميمون. 
ويمكن ملاحظة ذلك جليا فيما يلي:
1 ـ ساحة سياسية هادئة ومسؤولة حيث تم تطبيع المشهد السياسي ونزع فتيل الصراع وتعطيل أدوات الصدام التقليدي مع المعارضة والمنظمات الحقوقية في مشهد لا تخطئه العين إذ تم فتح أبواب الرئاسة أمام كل المهتمين بالشأن السياسي والحقوقي والاجتماعي في خطوة جريئة وشجاعة فعاد الهدوء والسكينة إلى ساحة أثخنتها جراحات المتنازعين وشلتها عراقيل التدابر والتقاطع.

لقد شكل البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني معزوفة نهضوية شملت جميع نواحي الحياة الوطنية فكان الإنحياز للمواطن الضعيف والبسيط أهم معلمة انسانية ولمحة أخلاقية في اتجاه الطبقات الهشة والمغبونة ناهيك عن تلك اللفتات الكريمة التي طالت العمال والمتقاعدين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة ينضاف الى كل هذا اهتمام كبير وتصميم جاد لإعادة بناء هياكل الدولة ومرافقها واحدا تلو الآخر كالصحة والتعليم والزراعة والمياه والعدالة والبنية التحتية بجميع أشكالها فقد تم تحقيق هذا البرنامج بنسب جد مشرفة رغم عاديات المرحلة وما شابها من جوائح وهزات عنيفة زلزلت أمما عريقة وعبثت باقتصادات قوية مثلت جائحة كورونا والنزاعات الدولية أهم ملامحها ورغم ذلك يمكننا تسجيل العلامات الايجابية التالية :

١- تصاعدت وتيرة النمو والاستثمار في بلادنا فتتالت نسب النمو بمتتالية معتبرة ففي حين كانت نسبة النمو سنة  ً2020 حوالي 0,9% وصلت سنة 2021 إلي 3,2% وسنة 2022 إلى 4,8% ومن المنتظر سنة 2023 أن تصل الى حوالي 8% وقد ساعدت إعادة هيكلة الدين الكويتي والسعودي علي تخفيف العبء علي الميزانية وترشيد الانفاق ويمثل التطور الحاصل في ميزانيات بعض القطاعات اكبر نموذج علي وتيرة العمل وحشد الامكانيات وكمثال علي ذالك نأخذ وزارة الصحة والتي قفزت من 28 مليار اوقية قديمة سنة 2019 إلى أكثر من 50 مليار خلال السنة الحالية الأمر الذي مكن من تحقيق مجانية الاستشارات والفحوص للمعدمين ومضاعفة المؤمنين حيث كان عددهم في السابق 633 ألف مؤمن وبلغ هذه السنة أكثر من  مليون و 200 ألف مؤمن أي ضعف العدد السابق .

٢- قامت وكالات الدولة وهيئاتها المتخصصة كمفوضية الأمن الغذائي ووكالة التآزر بأدوار رائدة في مكافحة الأزمات الغذائية والكوارث الطبيعية في فترات الجفاف الصعبة كما وفرت للسكان الغذاء والإعانات الدائمة والموسمية في مختلف مناكب هذا الوطن خاصة الشرائح والطبقات الهشة فكانتا تدخلات هذه الهيئات المصممة والمبرمجة في برنامج تعهداتي خير جواب علي الاخفاقات والمغالطات الماضية بمصطلحاتها الجوفاء مثل محاربة الفساد و مكافحة الفقر وتصفية جيوبه في مثلث الفقر أو مثلث الأمل أقول كانت هذه التدخلات ردا صافيا واستجابة عملية فعالة جنبت البلاد والعباد ويلات مجاعة رهيبة.

كما ينضاف إلى كل هذا وذالك التأمين الصحي لأكثر من 600 ألف مواطن وإقامة برنامج مدرسي لصالح  66000 تلميذ ابتدائي وكذلك تحسين الاداء لدكاكين أمل وتوسيع نطاقها الجغرافي وزيادة المساعدات المباشرة للسكان من الاسعاف والدعم الغذائي والتكفل بمصاريف التصفية لمرضى الفشل الكلوي وكذلك مساعدات الاطفال متعددي الإعاقة.

٣ قامت الدولة بإعطاء عناية غير مسبوقة لقطاع التنمية الريفية ممثلا في الزراعة والتنمية الحيوانية باعتبارهما القطاع الاهم مساهمة في مكافحة البطالة وتامين الغذاء والاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب والخضروات كما يمثل انشاء صندوق لترقية التنمية الحيوانية بمبلغ 7 مليارات اوقية خير دليل على هذا المجهود المبارك ضف إلى ذالك ما تم من برامج التطعيم وتوزيع الأعلاف وإنشاء حظائر التلقيح والمراكز البيطرية.
٤ في مجال الطرق والبنية التحتية تم تعبيد مئات الكيلومترات ربطت بين عديدي المدن والمقاطعات والقرى لفك العزلة وتسهيل الحركة والمرور بين مختلف المناطق.

٥ كما مثل قطاع الصحة ركيزة أساسية من ركائز هذا البرنامج فكان التغلب علي جائحة كورونا انجازا عظيما وبأقل الخسائر حيث توفرت الفحوصات واللقاحات وأدوات التكفل بالمرضى.
٦ وفي مجال التعليم تم اقرار إصلاح التعليم باعتباره الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في كل مجهود تنموي لقناعة السيد الرئيس أن الثروة الحقيقية هي الانسان المكون والقادر علي إنجاز الفعل التنموي بمهاراته وسلوكه وإبداعه وقد قام الاصلاح الجديد وفق مقاربة تستهدف علاج جميع الاختلالات السابقة آخذا بعين الاعتبار متطلبات التنمية والتغيرات الكونية المتلاحقة وقد أتخذت اجراءات مصاحبة لإنجاح هذا الاصلاح فتم بناء 3000 قسم دراسي واكتتاب 8000 آلاف مدرس بالإضافة الي زيادة علاوات البعد والطباشير .

٧ وخلال السنوات الأربعة الاخيرة ازدادت نسبة ولوج السكان للخدمات الأساسية كالماء والكهرباء فزادت وتيرة حفر الابار وبناء العديد من الشبكات في مختلف أنحاء الوطن كما تم توسيع شبكات الكهرباء إذ تمت كهربة 200 بلدة جديدة على عموم التراب الوطني بالإضافة الى إنجازات معتبرة في زيادة وتقوية خطوط الجهد العالي من ما سمح بتحسن كبير في الخدمة وزيادة في الانتاج.

٨ ولقد تكرست في هذه الفترة استقلالية العدالة وتطوير مرافقها وذالك بتقريب العدالة من المتقاضين واتخاذ الاجراءات اللازمة لإنفاذ القانون بعدالة وسلاسة.
وفي هذا الإطار تم بناء العديد من المرافق كقصور القضاء وتحسين ظروف نزلاء السجون الي غير ذلك.

—- أجل ان الانجازات تتحدث عن نفسها خاصة في الجانب الاجتماعي المرتبط بتحسين ظروف المواطن إذ تم تحسين ومراجعة نظم تسيير الموظفين ووكلاء الدولة والمتقاعدين وكذالك مدونة الشغل والتأمين الاجتماعي هذا بالإضافة ضبط الامن والمحافظة علي السكينة العامة في محيط إقليمي مضطرب وهذا ما جعل من بلادنا مثالا يحتذى في شبه المنطقة والعالم .

إن هذه الانجازات غير المسبوقة في ظرفية دولية صعبة و في مسار تاريخي متقلب تجعل من قيادتنا الوطنية مثالا يحتذي في الحكمة والتدبير حيث انتعشت الآمال وانفتحت الآفاق واعدة بإذن لله . 

صاحب الفخامة،
إنني أحي فيكم قائدا فذا ورجل دولة من عظماء الرجال هدوءا  وشهامة وكبرياء راجيا لكم موفور الصحة ومديد العمر والتوفيق لتتحقق آمال الوطن في كل ما يصبو إليه شعبكم العظيم  من عزة وشرف وازدهار. 

فسيروا على بركة الله تحفكم كلاءته ويغشاكم نصره وتوفيقه عيدا بعد آخر ومناسبة سعيدة بعد أخرى حتى يتحقق الأمل الكبير في بناء وطن للجميع تسوده العدالة والأمن والرخاء.   

    مامون ولد أحمدوا